إن العلوم الشرعية من أشرف العلوم، وذلك لأن الإنسان يتوصل بها إلى مرضاة الله تعالى، وفهم مراده من عباده، وعبادته على الوجه الذي يرضاه، كما أنها تكشف لمتعلِّمها المناهج التي سَلَكها الأئمة المجتهدون في استنباط فقههم المتوارَث عبرَ الأجيال، والقواعدَ العامة التي بنى عليها مؤسسو المذاهب الفقهية مذاهبَهم، وتكشف الطريق المرسوم الواضح للفقهاء والأصوليين والمجتهدين في السير على خُطى المؤسسين بطريقة منهجية علمية، بالإضافة إلى أن هذه القواعد تُعدُّ الرائدَ والقائدَ الذي اهتدت به النظمُ التشريعية المختلفة وسارت على نهجها ومنوالها.
ومن المعلوم أن الكثير من العلوم الشرعية تتداخل فيما بينها؛ ولهذا كان واجبًا على طالب العلم أن يعرف مبادئ العلم الذي يطلبه؛ لئلا يضل السبيل، أو يَقعَ في اللبس أو التقصير. ومن أشمل الكتب وأنفعها في عون طالب العلم كتاب: «الفوائد المكية فيما يحتاجه طلبة الشافعية من المسائل والضوابط والقواعد الكلية» للشيخ: علوي السقاف، وهو كتاب جليل القدر، كثير النفع، عظيم الفائدة، ينبه طالبي علم الفقه ويرشدهم إلى ضوابط الدخول إلى علم الفقه والعلم الشرعي بصفة عامة، والفقه الشافعي بصفة خاصة، فقد اجتهد فيه مؤلفه في تبيين عدد من قواعد المذهب الشافعي وأصوله، وذَكَرَ كذلك فوائد وضوابط وتنبيهات وتوجيهات يحتاج إليها طالبُ العلم الذي يريد التفقه في المذهب الشافعي؛ لأنه بها يعرف كيفية الأخذ والاختيار من بين الأقوال والفتاوى المختلفة لأئمة المذهب الشافعي، ومَن يقدَّم من الأئمة عند اختلافهم، وما يقدَّم مِن كتبهم عند الاختلاف أو التعارض... وغير ذلك من القضايا المهمة التي ينبغي لطلاب العلم الإطلاع عليها وفهمها.ويسر «دار الفاروق للاستثمارات الثقافية» أن تقدم هذا الكتاب النفيس، الذي يعتبر إحدى روائع الفكر الإسلامي، كما نرجو من الله أن ينفع به القراء أجمعين.
من كتاب الفوائد المكية فيما يحتاجه طلبة الشافعية الصادر عن دار الفاروق للنشر والتوزيع